فالح الشراخ
يعد مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة كنز لموروثنا الشعبي بشكل عام يتم من خلاله عرض ماكان عليه الآباء والأجداد في حياتهم الاجتماعية والعملية بشكل عام ومن الجوانب التي نود أن تكون ضمن برامج التراث موسوعة للأمثال والمفردات الشعبية وتقدم للزوار باستخدام وسائل التقنية الحديثة بحيث يتسنى للزائر وضع المفردة أو المثل ومن ثم الحصول على معناه ومناسبته أو القصة المرادفة له مع تقسيم الدارج منها وماغاب استخدامه كون الأمثال الشعبية والحكم نتاج تجارب الآخرين ومن سبقونا وهذه الأمثال هي حصيلة تجربة مريرة أو سعيدة لذا لم يبخل علينا السابقون بحصر هذه الممارسة ونتائجها في عدة كلمات موجزة.
ويعد المثل مادة خصبة لدراسات متعددة الجوانب سواء الاجتماعية والاقتصادية أو في التعاملات اليومية مع الآخرين ولقد حرص العديد من الباحثين على جمع هذه الثروة لتكون في متناول يد المتلقي والباحث الذي يريد أن يطلع على تراث آبائه وأجداده وخلجات نفوسهم وما يرجونه وما يخافونه وكيف يتعامل مع الأعداء وكيف يتعامل مع الأصدقاء والمتلقي إذا أمعن النظر في هذه الأمثال وجد فيها أصالة وعمقاً وصدقاً وهي لا تقل عن أمثال العرب قديماً حيث تشكل اللهجة الفارق فقط بالإضافة لفارق الظروف الاجتماعية والاقتصادية وغيرها.
وللأمثال الشعبية مصادر أساسية هي الذاكرة ومخزون كبار السن منها والمصدر الثاني الشعر الشعبي والمصدر الثالث هو المجتمع ونتاج تجاربه ولكنها مازالت تقدم للمتلقي عبر الكتب أو في برنامج مختصر وهذا لم يعد يتناسب مع جيل التقنية الحديثة والذي يستقي المعلومة عبر وسائل تقنية سريعة لذا لابد أن يعرف القائمون على المهرجان أن دخول التقنية في هذا المجال سوف يساهم بشكل قوي في نقل المعلومة التراثية للجيل وحفظها وتداول استخدامها بالشكل الصحيح ومن الجوانب المهمة أيضا هو الاستفادة من جلسات الصلح والملفى في حل القضايا والنزاعات بين الأفراد والجماعات والتي كان يحل بها قضايا كثيرة دون الرجوع للجهات الأمنية والقضائية وعرض طريقتها أمام الزوار سوف يساهم بإذن الله في الرجوع إليها لدى الأسر لحل الخلافات الفردية والعائلية في أطار شريعتنا الإسلامية واكتساب الزائر مهارة الحوار الايجابي وامتلاك القدرة على حل الخلافات مما يساهم بإذن الله في تخفيف العبء عن الجهات الأمنية والقضائية.