تسلك الأمم المتحضرة أسلوب الرفق بدلا من العنف ،و اللين بدلا من الشدة ،وتتخذ أسلوب الصلح والتفاهم بدلا من الشقاق لحل المشكلات التي تطرأ في المجتمع ،والخصومات التي تقع بين أفراده ؛إثر كلمة جارحة ،أو تصرف مشين ،أو فهم خاطئ ،أو تحريش للشيطان وأعوانه ،أو ثورة عارمة في غفلة من ذهن أو ذهول عقل ،والتي قد ينتج عنها ويترتب عليها قرار أحمق من قتل أو بطش أو تدمير أو عنف ،والبشر على اختلاف ثقافاتهم يتفقون على أن معالجة الأمور بالرفق واللين ما أمكن خير من العنف والشدة ،ولذل تبوأ العلماء والحكماء مكانة خاصة في مجتمعهم لما يقومون به من دور إيجابي في إنهاء الخلافات وحل المشكلات ،وخلد التاريخ آثارهم ،وسجل مبادراتهم الإيجابية في أنصع صفحاته ،وأبهى حلله .فقد خلد التاريخ هرم بن سنان لما قام به من صلح بين فصيلي داحس والغبراء ، وسيخلد كل من يبذل جاها أو ينفق مالا أو يبادر إلى مكرمة لحل خلاف أو عتق رقبة ،أو إصلاح بين الناس :فالله سبحانه وتعالى يقول "لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيماً "سورة النساء (114) ويقول " وَلَمن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ"سورة الشورى (43) وقال " وَلْيَعْفُواْ وَلْيَصْفَحُواْ أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ الله لَكُمْ " سورة النور (22) ويقول سبحانه (وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) سورة البقرة (237) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كل سلامى من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس يعدل بين اثنين صدقة ،والكلمة الطيبة صدقة
وزارة الداخلية - أمارة منطقة الرياض